حسناء القطار

بقلم د / عمرو عبدالحميد

(الحلقة الاولى)

كاد القطار أن يفوتنى... ولحسن الحظ لحقت به.. ولم أجد سوى مكانا خاليا.. فأسرعت اليه وجلست حتى التقت أنفاسى

حتى فوجئت بحسناء تجلس أمامى تبكى .. ودموع عينيها تسيل ...فدار فى خاطرى .. أى شئ يدمع عينى تلك الحسناء؟. فجمالها لايعرف طريقا للبكاء.. فالفرح ينتظر منها نداء.. ورقتها للمجروحين دواء

فلم يمنعنى طفولى من سؤالى عن سبب البكاء.. لكنها لم ترد فأصابنى الحرج.. والتزمت السكوت

حتى أوقفت بكاءها, لتحدثنى ..فقالت:

أنى أتمنى أن أموت.. فحكايتى لن تجد مثيلها

انى ابكى لأنى قد استعدت ذاكرتى مرة أخرى ـ فاندهشت ـ وأكملت...

انى حزينة لأنى تذكرت كل شئ مضى على... فقد كنت جميلة الجميلات .. أحببت شابا حبا شديدا.. وأصبحت حياته بعدما كان وحيدا .. تخليت عن كل شئ فى سبيله.. ولم أكن فى حبه بخيلة.. وانت تعلم ضعف المرأة مهما كانت جميلة.. حتى طلب أن نرحل سويا .. وافقت ولم افكر مليا.. حتى أصبت بحادث قبل أن أصل اليه.. وهنا فقدت الذاكرة

بقيت سنوات فاقدة للذاكرة, لاأتذكر شيئا ..لا أحد يعرفنى .. كنت فى بلاد الله سائرة.. مرت ايامى بصعوبة .. وقد كنت صابرة.. كلما طالت الليالى اعلم انها عابرة

حتى جاء الوقت.. واستعدت ذاكرتى كاملة.. فكنت فى عودتى لأهلى آملة

وعدت لأهلى . لكنى أوحيت لهم أنى مازلت أفقد الذاكرة.. وهنا كانت المفاجأة.. لقد وجدت حبيبى قد تزوج أختى الصغيرة.. شعرت بصدمته لما رآنى.. فكنت له مفاجأة مثيرة .. فاطمئن لأنى لا أتذكر شيئا .. لكن نظرته الى لم تكن مطمئنة.. فخفت أن تعلم اختى فتظننى خائنة

لم يكن امامى سوى أن ابقى مع أهلى وأكون فاقدة للذاكرة حتى مماتى حتى لاتدمر حياة اختى.. أو أن أهرب بعيدا وامتلك ذاكرتى بقية حياتى .. ففضلت الهروب
حقا كنت فى حيرة عندما سمعتها.. فمشكلتها لم أقابلها من قبل.. تحتاج الى التفكير على مهل .. فأنا لأريد لها الهروب ولأريد لها العذاب .. حتى جاءت محطتى.. فلم أنزل

وفضلت البقاء معها حتى أجد الحل .....

ماالحل فى رأى الاعضاء؟